اعْلَم أَن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اعْتَمر هَذَا الْعَالم بخلقه وكرم بني آدم باستخلافهم فِي أرضه وبثهم فِي نَوَاحِيهَا لتَمام حكمته وَخَالف بَين أممهم وأجيالهم إِظْهَارًا لآياته فيتعارفون بالأنساب ويختلفون باللغات والألوان ويتمايزون بالسير والمذاهب والأخلاق ويفترقون بالنحل والأديان والأقاليم والجهات
فَمنهمْ الْعَرَب وَالْفرس وَالروم وَبَنُو إِسْرَائِيل والبربر وَمِنْهُم الصقالبة والحبش والزنج
وَمِنْهُم أهل الْهِنْد والسند وَأهل بابل وَالْيَهُود والصين وَأهل الْيمن وَأهل مصر وَأهل الْمغرب
وَمِنْهُم الْمُسلمُونَ وَالنَّصَارَى وَالْيَهُود والصابئة وَالْمَجُوس وَمِنْهُم أهل الْوَبر وهم أَصْحَاب الْخيام وَالْحلَل وَأهل الْمدر وهم أَصْحَاب المجاشر والقرى والأطم
وَمِنْهُم البدو الظَّوَاهِر والحضر الأهلون
وَمِنْهُم الْعَرَب أهل الْبَيَان والفصاحة والعجم أهل الرطانة بالعبرانية والفارسية والإفريقية واللطينية والبربرية والهندية خَالف أجناسهم وأحوالهم وألسنتهم وألوانهم ليتم أَمر الله تَعَالَى فِي اعتمار أرضه بِمَا يتوزعونه من وظائف الرزق وحاجات المعاش بِحَسب خصوصياتهم ونحلهم