لمملكة الْهِنْد وَدَار حكومتها وَلَا يعرف بلد أقدم زَمَانا مِنْهَا فِي أَرض الْهِنْد وتتلوها فِي الْقدَم بَلْدَة أجودهيا الَّتِي يُقَال لَهَا الْآن فيض آباد وَهِي بَلْدَة دارسة جدا حَتَّى يُقَال أَن بهَا قبر شِيث بن آدم عَلَيْهِ السَّلَام وَالله أعلم

وقنوج هَذِه كَانَت مسْقط رَأْسِي وملعب أترابي وَمجمع ناسي ومغنى عشيرتي وحامتي وموطن خاصتي وعامتي مُنْذُ ثَلَاثمِائَة سنة تَقْرِيبًا ثمَّ درج الْآبَاء والأمهات فِي خبر كَانَ وَلم يبْقى مِنْهُم أثر وَلَا عيان

(شرقني غربني ... أخرجني عَن وطني)

(فَإِن تغيبت بدا ... وَإِن بدا غيبني)

فَهِيَ الْيَوْم يلمع وَمَوْضِع بلقع بِمَا حل بهَا من ريب الْمنون وحوادث الدَّرْب الخؤون فَمَاتَ أَهلهَا وَخَربَتْ ديارها وتغيرت أحوالها وَعفى اسْمهَا وَلم يبْقى مِنْهَا إِلَّا رسمها

(وبادوا فَلَا مخبر عَنْهُم ... وماتوا جَمِيعًا وَهَذَا الْخَبَر)

(فَمن كَانَ ذَا عِبْرَة فَلْيَكُن ... فطينا فَفِي من مضى مُعْتَبر)

(وَكَانَ لَهُم أثر صَالح ... فَأَيْنَ هم ثمَّ أَيْن الْأَثر)

وَيُقَال أَنَّهَا من الْمُؤْتَفِكَات وَلَيْسَ بهَا الْآن إِلَّا عوام النَّاس صفر الْأَيْدِي من الْعلم والكمال والصفراء والبيضاء كَأَنَّهُمْ أموات غير أَحيَاء أَو صخور صماء

(وبلدة لَيْسَ بهَا أنيس ... إِلَّا اليعافير وَإِلَّا العيس) وَإِلَّا مَا كَانَ يفنيها الْبِلَاد وَكَاد يمحو رسمها الفناء والعدم

(وَمَا النَّاس بِالنَّاسِ الَّذين عهدتهم ... وَمَا الدَّار بِالدَّار الَّتِي كنت تعرف)

فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَإِنَّا إِلَى رَبنَا لراغبون هَذَا وَقد ذكرنَا فِي كتَابنَا حجج الْكَرَامَة فِي آثَار الْقِيَامَة كلَاما أبسط من ذَلِك فِي بَيَان أمد الدُّنْيَا وَعمر الْعَالم وطرفا من حَال قنوج وَأَهْلهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015