ثم قسم الله الناس في ذلك اليوم قسمين فقال: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} [عبس:38-39] (مسفرة) من الإسفار وهو الوضوح؛ لأنها وجوه المؤمنين تسفر عما في قلوبهم من السرور والانشراح (ضَاحِكَةٌ) أي: متبسمة، وهذا من كمال سرورهم (مُسْتَبْشِرَةٌ) أي: قد بشرت بالخير؛ لأنها تتلقاهم الملائكة بالبشرى يقولون: سلام عليكم {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ} [عبس:40] أي: يوم القيامة {عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} [عبس:40] أي: شيء كالغبار؛ لأنها ذميمة قبيحة {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} [عبس:41] أي: ظلمة {أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} [عبس:42] الذين جمعوا بين الكفر والفجور.
نسأل الله العافية، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن تكون وجوههم مسفرة ضاحكة مستبشرة.
هذا الكلام الذي نتكلم به عن هذه الآيات لا نريد به البسط، ولكن نريد به التوضيح المقرب للمعنى لكثرة قراءتها في الصلوات والاستماع إليها خلف الأئمة، ونسأل الله أن يجعل فيه فتحاً مبيناً لنا ولكم، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.