الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذا هو اللقاء الخامس والعشرون بعد المائتين من اللقاءات التي يعبر عنها بـ (لقاء الباب المفتوح) التي تتم كل يوم خميس، وهذا الخميس هو الثامن والعشرون من شهر شوال عام (1420هـ) .
نبتدئ هذا اللقاء بما انتهينا إليه عند قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا} [الحديد:26] ولكن نظراً لقرب موسم الحج فإننا نتكلم عن الحج، لأن كل شيء في وقته أهم وأنفع، والكلام عن الحج في أمور: الأول: ما مرتبة الحج في دين الله عز وجل؟ والجواب على هذا أن نقول: مرتبته أنه أحد أركان الإسلام الخمسة، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام) .
وهو فريضة بإجماع المسلمين، وفريضته معلومة من الدين بالضرورة بمعنى: أن كل إنسان يعرف أن الحج فرض عليه إذا كان يعيش بين المسلمين، ولهذا قال العلماء: من أنكر فرضيته فهو كافر، إذا كان قد عاش بين المسلمين؛ لأن هذا مما يعلم بالضرورة، كل إنسان يعرفه حتى الصبي في السوق يعرف أن الحج فرض.