تفسير قوله تعالى: (وفاكهة كثيرة)

قال تعالى: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ} [الواقعة:32] (الفاكهة) كل طعام أو شراب يتفكه به الإنسان، طعامك وشرابك أحياناً يكون ضرورياً معتاداً لا تتفكه فيه، لكنه شيء ضروري للبقاء، والثاني فاكهة يتفكه بها الإنسان، مثل الفاكهة في الدنيا تفاح، وبرتقال، وموز وأشياء كثيرة، ليس فيها قلة، في أي وقت من الأوقات تجد هذه الفاكهة، بينما في الدنيا الفواكه لها أوقات معينة ثم تنقطع، ولهذا قال: {لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة:33] أي: لا تقطع أبداً، في كل الأوقات، ليل ونهار، مع أنه ليس فيها ليل ولا نهار، لكنها دائمة (ولا ممنوعة) أي: لا أحد يمنعك منها، بل قد قال الله تعالى: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة:23] أي: ما يقطفه الإنسان من الثمرة داني، حتى أن الإنسان إذا اشتهى ثمرة فوقه تدلى الغصن حتى يكون بين يديه، الله أكبر! بدون تعب، فاكهة الدنيا مقطوعة، تأتي في وقت دون آخر، ممنوعة أيضاً لا يمكن أن تدخل البستان وتأكل كما شئت، يمنعك صاحب البستان، أما في الآخرة فلا.

هنا يقول الله عز وجل: {وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ} [الواقعة:32-33] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015