Q ابتلي كثير من بيوت المسلمين لدينا بوجود التلفاز داخل البيت بحجة معرفة الأخبار العالمية والأحداث في بلاد المسلمين وما يحدث لدى غيرهم، وفيه من المفاسد ما فيه، ودخل الآن الذي هو (الدش) بقصد التوسع في أخبار العالم وغير ذلك، وهذا الإنسان حريص على أن يقتلع التلفاز من بيته لكن لابد أن أولاده وزوجته: قد يشاهدونه في بيت الوالد أو بيت الجد أو بيت العم أو بيت الخال فكيف العمل في ذلك جزاكم الله خيراً يا شيخ؟
صلى الله عليه وسلم والله! يا أخي! إلى الله المشتكى، وسائل الإعلام الخارجية لا يستغرب منها أن تبث ما يفسد العقائد والأفكار والأخلاق؛ لأنها أعداء، كل الكافرين أعداء للمسلم، مهما تظاهروا بأنهم أصدقاء فإنهم أعداء والله! بشهادة الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة:1] ، وقال تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89] ، وقال تعالى: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة:2] ونصوص الكتاب والسنة في هذا واضحة، ولا يجوز أن نغتر بما يلقونه إلينا بألسنتهم من المودة الكاذبة، أو أن نكون كالنعامة تدس رأسها في الرمل، هم أعداء، لكنهم يتكيفون بعدم إيمانهم بما يرونه أنه من مصلحتهم، هم الآن صاروا يبثون في هذه القنوات الفضائية ما يستحي العاقل فضلاً عن المؤمن من ذكره حسبما نسمع أنهم يبثون العراة والعاهرات والفاجرات، ويشاهد الرجل يفعل بالمرأة عارية، فما ظنك -أخي- إذا نشر مثل هذا أمام شبابٍ ممتلئ شباباً، شابع البطن، صحيح البدن، ماذا يكون؟ أسوأ شيء أو أسهل شيء سيكون الشر، ولهذا سمعنا بناءً على ذلك من يأتي ابنته عهراً أو أخته، وهذا لا يمكن أن نتحدث به فضلاً عن أن نصدق بخبره فضلاً عن أن يكون واقعاً بيننا، لذلك أرى: أن الإنسان العاقل يخرج هذه عن بيته، والأخبار هل أنت مكلف بها؟ والله ما نسمع من الأخبار إلا ما يأتينا بالحزن؛ لأنه ليس بأيدينا حلٌ له، من يستطيع أن يحل مشكلة كوسوفا الآن، من يستطيع؟ إلا أنها تضيق الصدور وتلحق الهم والغم، ثم إنه ليس كل إنسان ينتفع بالأخبار، الناس في الأخبار ثلاثة أقسام: قسم ينتفع بها، يعرف ما جرى للعالم، ويمكن أن يكون للرجل عنده شيءٌ من السياسة يستطيع أن يصرف ما فيه المنفعة.
قسم آخر: ميت القلب، لا يعرف خيراً ولا شراً، فهذا إضاعة وقت وإضاعة مال في مشاهدة مثل هذه الأشياء.
قسم ثالث: حي القلب لكنه ليس ذا رأيٍ وسياسة، فيحزن ويتألم، فمطالعته لا خير فيها.
لذلك أنصحك أن تخرجها من بيتك.
أما كونهم يذهبون إلى الأقارب ويجدون هذا عندهم، نعم هذا صحيح، فإن قدرت أن تمنعهم من ذلك فامنعهم، وإذا لم تقدر لكون الأقارب قريبين جداً أو أنهم شبابٌ لا تستطيع أن تمنعهم فاتخذ شيئاً آخر يكون فيه تسليتهم، وصدهم مثلما يسمونه الكمبيوتر والأفلام التي تختار أنت ما تريد منها.
وأما حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) .
نعم معلوم، لكن هل اهتمامي بأمر المسلمين موقوف على مشاهدة هذه البلايا؟ ثم لو فرض أنها تبعث على الاهتمام فمفاسدها أكبر، من يضمن لي أنه لا يطالع إلا ما فيه مصلحة المسلمين؟ أكثر الذين يقتنونها ليس هذا قصدهم وليس هذا واقع حالهم.