قال تعالى: {فِيهَا} [البينة:3] أي: في هذه الصحف {كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} [البينة:3] (كتب) أي: مكتوبات قيمة، فكتب: جمع كتاب، بمعنى: مكتوب، والمعنى: أن في هذه الصحف مكتوبات قيمة كتبها الله عز وجل، ومن المعلوم أن الإنسان إذا تصفح القرآن وجده كذلك، أي: وجد أنه يتضمن كتباً أي مكتوبات قيمة.
انظر إلى ما جاء به القرآن من توحيد الله عز وجل، والثناء عليه وحمده وتسبيحه تجده مملوءاً بذلك، انظر لما في القرآن من وصف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ووصف أصحابه المهاجرين والأنصار، ووصف التابعين لهم بإحسان، انظر إلى ما جاء به القرآن من الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، تجد أن كل ما جاء به القرآن فهو قيم أي: قيم بنفسه، وكذلك هو مقيم لغيره.