(متَّى المِسكين) وتحسُّن علاقته مع (السادات) بعد نزاعاته مع (شنودة).

والَّتِي ضمنت احتجاج متَّى المِسكين على انزلاق بابا الأقباط النصارى بكنيسته في المسائل المتعلقة بالسياسة وعلى ضرورة حياد الكنيسة والابتعاد عن التوجهات الَّتِي تحيد بها عن الروحانيات الَّتِي هي عماد المسيحية .. وكذلك اعتراضه على استخدام الكنيسة للسحر الأسود في السيطرة على البلاد والَّتِي قيل أنها طالت بعض الشخصيات حتَّى من خارج مصر ..

هذا السحر اللعين المحرم في تعاليم المسيحية وكل الأديان السماوية .. والذي أدَّى بالكهنة إلى الإلمام بكثير من الأسرار والخصوصيات ومنها بالصوت والصورة والَّتِي صرح به مريديهم وخاصة من سيدات ورجال السلطة وأصحاب النفوذ الذين وضعوا كل ثقتهم وأمانيهم واعتقادهم في مساعدة الكهنة والرهبان لبراعتهم في استخدام السحر والروحانيات كما يدعون في فك الأعمال ونيل المطالب والشفاء من الأمراض ..

تلك الأسرار المسجل بعضها بالصوت والصورة استخدمها كهنة كنيسة شنودة كإحدى وسائل الضغط على بعض المسئولين بنشر فضائحهم وإلزامهم بتنفيذ مطالبهم .. وهذا الأمر لم يفلح مع السادات رغم تورط بعض المقربين منه في الاستعانة بالكهنة ولكنه لم يكن من هذا النوع الذي يرضخ لسياسة لَيّ الذراع والعنق كما يحدث الآن ..

وهذا ما يفسر تحول نظرة السادات للراهب متَّى المِسكين بعد أن كان من أشدّ الكارهين والمبغضين له وأيضًا من أسباب اختياره ضمن اللجنة الخماسية الَّتِي شكلها لإدارة شئون الكنيسة بعد عزل شنودة .. وأيضًا من أسباب قبول السادات في وساطته لعدم تصعيد الأمور ومعاقبة شنودة بالسجن والاكتفاء بعزله إلى أحد أديرة وادي النطرون حيث كان السادات ينوي بمحاكمة شنودة محاكمة علنية وفضح كل ممارساته وكنيسته الإجرامية وتوقيع أقصى العقوبة عليه وعلى كهنته المتورطين معه ..

وكان السادات يأمل في تعيين الراهب متى بطريركا للأقباط ولكن متَّى المِسكين اعتذر للسادات قائلا له أنه ليس بالإمكان حيث يخالف ذلك قوانين الكنيسة الَّتِي تمنع اختيار بطريرك في حياة بطريرك آخر ولن يعترف به أحدا من الأقباط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015