ودلالة القراءات المتعددة للقرآن الكريم وضربت لذلك المثل بقراءة
(النصب) لقولة تعالى (إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم) نصب الأرجل عطفاً على أغسلوا وجوهكم. فأخذت مذاهب السنة بغسل الرجلين. أي اغسلوا أرجلكم. بينما أخذت مذاهب الشيعة بقراءة الجرّ في الأرجل عطفاً على (وامسحوا برءوسكم وأرجلكم) فهم يمسحون على أرجلهم في الوضوء ولا يغسلونها وحديث (ويل للأعقاب من النار لم يثبت عند علماء الشيعة.
ثم حاولت تخرج قراءة الجرّ عند مذاهب السنة في كتابي " شريعة الله يا ولدى "
" فاللغة العربية في ألفاظ القرآن لها دخل في اختلاف الأئمة.
" وقراءات القرآن لها دخل في اختلاف الأئمّة في اجتهادهم.
والحديث الشريف قد يثبت لإمام ولا يثبت عند إمام آخر أو لا يصل عنده.
وقد يرزق الله إماماً فهماً في آية أو حديث ويرزق الآخر، غيره من الفهم
وقد ذكرت هذا بتوسع في (شريعة الله يا ولدى)
التشريع الإلهى والتشريع الاجتهادي
القرآن قطعىّ الثبوت ظنىّ الدلالة. وآيات الأحكام قسمان.
قسم قطعىّ الثبوت وقطعى الدلالة ليس له سوى معنى واحداً. وهو ما يأخذ حكم العقيدة من آيات الأحكام، لا يجوز فيه الاجتهاد، وهو قليل في القرآن. وذلك
مثل قوله تعالى (حرّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم) آية المحرمات في سورة النساء آية 23 وما بعدها تأخذكم العقائد.
ومنه قوله تعالى في سورة الأنعام المكيّة.
(قل لا أجد فيما أوحى إلىّ محرّماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير فإنه رجس. أو فسقاً أهلّ لغير الله به. فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم) الأنعام 145