وفي الدعاء المأثور: اللهم اجعل خير عملي خاتمته وخير عمري آخره وفي المسند عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: من تاب قبل موته عاما تيب عليه ومن تاب قبل موته شهرا تيب عليه حتى قال يوما حتى قال: ساعة حتى قال: فواقا قال: قال له إنسان أرأيت إن كان مشركا فأسلم؟ قال: إنما أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفيه ايضا عن عبد الرحمن البيلماني قال: اجتمع أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بيوم" قال الآخر: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قال: وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله عز وجل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بنصف يوم" فقال ثالث: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم قال: وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد قبل أن يموت بضحوة" قال الرابع: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم قال: وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر بنفسه".
وفيه أيضا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب لا ابرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم فقال الرب عز وجل: وعزتي وجلالي لا أزل أغفر لهم ما استغفروني" ذكر ابن أبي الدنيا بإسناد له أن رجلا من ملوك البصرة كان قد تنسك ثم مال إلى الدنيا والشيطان فبنى دارا وشيدها وأمر بها ففرشت له ونجدت واتخذ مأدبة وصنع طعاما ودعا الناس فجعلوا يدخلون فيأكلون ويشربون وينظرون إلى بنائه ويعجبون منه ويدعون له ويتفرقون فمكث بذلك أياما حتى فرغ من أمر الناس ثم جلس في نفر من خاصة إخوانه فقال: قد ترون سروري بداري هذه وقد حدثت نفسي أن أتخذ لكل واحد من ولدي مثلها فأقيموا عندي أياما أستمتع بحديثكم وأشاوركم فيما أريد من هذا لولدي فأقاموا عنده أياما يلهون ويلعبون ويشاورهم كيف يبني لولده وكيف يريد أن يصنع فبينما هم ذات ليلة في لهوهم إذا سمعوا قائلا يقول: من أقاصي الدار:
يا أيها الباني الناسي منيته ... لا تأمنن فإن الموت مكتوب
على الخلائق إن سروا وإن فرحوا ... فالموت حتف لذي الآمال منصوب
لا تبنين ديارا لست تسكنها ... وراجع النسك كيما يغفر الحوب