واصبر كما صبر الكرام فإنها ... نوب تنوب اليوم تكشف في غد

وإذا أتتك مصيبة تشجى بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمد

ولبعضهم:

تذكرت لما فوق الدهر بيننا ... فعزيت نفسي بالنبي محمد

وقلت لها إن المنايا سبيلنا ... فمن لم يمت في يومه مات في الغد

كانت الجمادات تتصدع من ألم مفارقة الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بقلوب المؤمنين لما فقده الجذع الذي كان يخطب إليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه وصاح كما يصيح الصبي فنزل إليه فاعتنقه فجعل يهدي كما يهدي الصبي الذي يسكن عند بكائه فقال: " لو لم أعتنقه لحن إلي يوم القيامة" كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث بكى وقال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه ووري أن بلالا كان يؤذن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قبل دفنه فإذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله ارتج المسجد بالبكاء والنحيب فلما دفن ترك بلال الأذان ما أمر عيش من فارق الأحباب خصوصا من كانت رؤيته حياة الألباب.

لو ذاق طعم الفراق رضوى ... لكاد من وجده يميد

قد حملوني عذاب شوق ... يعجز عن حمله الحديد

لما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فاطمة: كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنس: لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي دفن فيه أظلم منها كل شيء وما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا.

ليبك رسول الله من كان باكيا ... فلا تنس قبرا بالمدينة ثاويا

جزى الله عنا كل خير محمدا ... فقد كان مهديا وقد كان هاديا

وكان رسول الله روحا ورحمة ... ونورا وبرهانا من الله باديا

وكان رسول الله بالخير آمرا ... وكان عن الفحشاء والسوء ناهيا

وكان رسول الله بالقسط قائما ... وكان لما استرعاه مولاه راعيا

وكان رسول الله يدعو إلى الهدى ... قلبي رسول الله لبيه داعيا

أينسى أبر الناس بالناس كلهم ... وأكرمهم بيتا وشعبا وواديا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015