بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق الكون بما فيه، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله, آخر الأنبياء في الدنيا عصراً، وأرفعهم وأجلهم يوم القيامة شأناً وذكراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وعلى سائر من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فعنوان حديثنا هذا اليوم (آية الكرسي)، وقد مر معنا أن بعض آيات القرآن الكريم أخذت اسماً خاصاً بها، زيادة على أنها وقعت في سورة لها اسم، وقد مر معنا آية المباهلة، وهي المذكورة في سورة آل عمران، ومن آيات القرآن التي وسمت آية السيف، وهي الآية الرابعة في سورة البراءة، أي: سورة التوبة، وآية المجادلة وهي الآية التي افتتح الله جل وعلا بها سورة المجادلة.
ومن أعظم آيات القرآن التي سميت باسم خاص بها آية الكرسي، هذه الآية المباركة قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الخبر الصحيح الذي رواه ابن حبان بسند صحيح-: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت).
وآية الكرسي وردت في سورة البقرة، قال الله جل وعلا -وهو أصدق القائلين-: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:255].