إن المسجد النبوي المبارك شهد أحداثاً عظاماً، من أعظمها بلا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه، وخطب الجمعة على منبره، وتلقى الصحابة منه صلى الله عليه وسلم العظات المحمدية، والآيات القرآنية، تقول إحدى الصحابيات: (لم أحفظ سورة (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة ما يرددها على منبره) أي: في خطبة الجمعة.
وصلى بهم صلى الله عليه وسلم سنين عمره التي قضاها في المدينة إماماً في ذلك الموضع الشريف، ثم صلى أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي بين أظهرهم أيام مرضه عليه الصلاة والسلام، وكانت آخر صلاة صلاها النبي صلى الله عليه وسلم حي هي صلاة الفجر.
ثم إن عمر رضي الله تعالى عنه تولى الخلافة بعد وفاة أبي بكر، فصلى بالناس في نفس البقعة المحمدية التي كان يصلي فيها نبينا صلى الله عليه وسلم إماماً، وفيها طعن، وكان يقرأ رضي الله عنه وأرضاه بسورة يوسف، جاء أبو لؤلؤة المجوسي، وطعنه، فقيل له: يا أمير المؤمنين! ألا نحملك إلى دارك، فقال: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة، وبقي يصلي وجرحه ينزف دماً حتى انتهت الصلاة، حيث أكمل بهم الصلاة عبد الرحمن بن عوف ركعتين خفيفتين، ثم حمل رضي الله تعالى عنه وأرضاه إلى بيته.
موضع الشاهد: أن هذه أحداث عظام كانت في ذلك المسجد المبارك، مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.