ذكره أبو منصور الأزهري في مقدمة تهذيب اللغة في ذكر أقوام تسموا بمعرفة اللغة وألفوا كتبا أودعوها الصحيح والسقيم وحشوها بالمفسد والمصحف الذي لا يتميز ما يقبل منه مما يرد.
فبدأ بالليث هذا وقال: إنه نحل الخليل تأليف كتاب العين. ثم ذكر عن إسحاق بن راهويه قال: كان الليث بن المظفر رجلا صالحا , ومات الخليل قبل أن يفرغ كتاب الليث فأحب الليث أن ينفق الكتاب كله باسمه فسمى لسانه الخليل , فإذا رأيت في الكتاب: سألت الخليل أو أخبرني الخليل فهو الخليل بن أحمد نفسه.، وَإذا رأيت فيه: قال الخليل فإنما يعني بذلك الليث لسان نفسه.
قال: وإنما وقع الخلل من قِبل خليل الليث. ثم نقل عن ثعلب: أنه سئل عن كتاب العين فقال: كثير الغدد. أراد: أن فيه حروفا كثيرة أزيلت عن صورها ومعانيها بالتصحيف والتغيير , فهي تضر صاحبها كما تضر الغدد.
قال أبو منصور: وقد عنيت بكتاب العين وحررت ما فيه من الفساد , فمتى رأيت في كتابي حرفا منه قد قلت: إني لم أجده لغيره , فاعلم أنه مريب , وكن منه على حذر حتى تجده عن ثقة.