أخبرنا أبو هريرة عبد الرحمن بن الحافظ الكبير الشهير الإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي، فيما أجازه لنا غير مرة، وابنه أبو عبد الله محمد بن أبي هريرة، وَابن عمته أبو محمد عبد القادر بن محمد بن علي، فيما شافهاني به غير مرة بدمشق في آخرين، عن المؤلف قال:
الحمد لله الحكم العدل، العلي الكبير، اللطيف الخبير، الماجد البصير، الذي خلق كل شيء فأحسن التقدير، ودبر الخلائق فأكمل التدبير، وقضى بحكمته على العباد بالسعادة والشقاوة: فريق في الجنة وفريق في السعير.
وأرسل رسله الكرام، بأصدق الكلام وأبين التحرير، وختمهم بالسيد أبي القاسم البشير النذير، السراج المنير، فأرسله رحمة للعالمين من نار السعير، وحفظ شريعته من التبديل والتغيير، وصير أمته خير أمة أخرجت للناس، فيا حبذا التصيير.
وجعل فيهم أئمة ونقادا يدققون في النقير والقطمير، ويتبصرون في حفظ آثار نبيهم أتم التبصير، ويتعوذون بالله من الهوى والتقصير، ويتكلمون في مراتب الرجال، وتقرير أحوالهم، من الصدق والكذب، والقوة والضعف، أحسن تقرير.
وأشهد أن لا إله إلا الله، شهادة أدخرها لسؤال منكر ونكير، وأردفها بشهادة أن محمدا عبده ورسوله، خير نبي وأصدق نذير، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى آله وصحبه أولي العزم والتشمير.