لسان الميزان (صفحة 2645)

فكتب أبو عبد الله على ظهر كتابه من حدث بهذا استوجب الضرب الشديد والحبس الطويل وقال ابن حبان جعل بن كرام الإيمان قولا بلا معرفة وقال ابن حزم قال ابن كرام الإيمان قول باللسان وإن اعتقد الكفر بقلبه فهو مؤمن قلت: هذا منافق محض في الدرك الأسفل من النار قطعا فايش يسع بن كرام أن يسميه مؤمنا ومن بدع الكرامية قولهم في المعبود تعالى أنه جسم لا كالأجسام وقد سقت أخبار بن كرام في تاريخي الكبير وله أتباع ومريدون وقد سجن بنيسابور لأجل بدعته ثمانية أعوام ثم أخرج وسار إلى بيت المقدس ومات بالشام في سنة خمس وخمسين ومائتين وعكف أصحابه على قبره مدة وكرام مثقل قيده بن ماكولا وابن السمعاني وغير واحد وهو الجاري على الألسنة وقد أنكر ذلك متكلمهم محمد بن الهيصم وغيره من الكرامية فحكى فيه بن الهيصم وجهين أحدهما كرام بالتخفيف والفتح وذكر أنه المعروف في السنة مشائخهم وزعم أنه بمعنى كرامة أبو بمعنى كرام والثاني أنه كرام بالكسر على لفظ جمع كريم وحكى هذا عن أهل سجستان وأطال في ذلك قال أبو عمرو بن الصلاح ولا يعدل عن الأول وهو الذي أورده بن السمعاني في الأنساب قال وكان والده يحفظ الكروم فقيل له الكرام قلت: هذا قاله ابن السمعاني بلا إسناد وفيه نظر فإن كلمة كرام علم على والد محمد الكرام سواء عمل في الكرم أو لم يعمل والله أعلم انتهى وقرأت بخط الشيخ تقي الدين السبكي بن بن الوكيل اختلف مع جماعة في ضبط بن كرام فصمم بن الوكيل على أنه بكسر أوله والتخفيف واتفق الآخرون على المشهور فانشدهم بن الوكيل مستشهدا على صحة دعواه قول الشاعر.

الفقه فقه أبي حنيفة وحده ... والدين دين محمد بن كرام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015