فينبغي صرف الهمة إلى غيره وأشار عليه بالاشتغال في علم الحديث فأقبل حينئذ عليه وطلب بنفسه وذلك في سنة اثنتين وأربعين.
وكان أول من قرأ عليه الشهاب أحمد بن البابا ثم أخذ علم الحديث عن الشيخ علاء الدين بن التركماني الحنفي وبه تخرج انتفع فسمع عليه وعلى ابن شاهد الجيش صحيح البخاري وعلى ابن عبد الهادي صحيح مسلم وعلى أبي الفتح الميدومي جملة وهو أعلى من أخذ عنه مع أنه كان يمكنه أن يسمع من عدة من أصحاب النجيب ممن هو أكثر سماعا من الميدومي وأخذ عن جماعة من مشايخ مصر والقاهرة كمحمد بن علي القطرواني ومحمد بن إسماعيل ابن الملوك وابن الأكرام محمد بن عبد الله بن أبي البركات النعماني وابني الرفعة وعلي بن أحمد بن عبد المحسن1 ومحمد بن أبي القاسم الفارقي ومظفر العطار وأحمد بن محمد الرصدي والقاضي فخر الدين بن مسكين وأبي الحرم القلانسي وأبي الحسن العُرْضي2 ومحمد بن أحمد بن أبي الربيع الدَّلاصي3 وأبي القاسم أخي الحافظ أبي الفتح اليعمري وجمع من أصحاب الفخر بن البخاري ونحوهم، ورحل فسمع بعدة بلاد من ذلك بدمشق عن عدة من لقي بها أحمد بن عبد الرحمن المرداوي ومحمد بن إسماعيل الحموي وابن الخباز محمد بن إسماعيل قرأ عليه صحيح مسلم في ستة مجالس متوالية قرأ في آخر مجلس منها أكثر من ثلث الكتاب وذلك بحضور الحافظ زين الدين بن رجب وهو معارض بنسخته ومحمد بن موسى الشقراوي4 وابن قيم الضيائية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي وأبي بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن رمضان ومحمد بن محمد بن عبد الغني الحراني ويحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي وحديثه عزيز وشيخ الإسلام تقي الدين السبكي وأخذ عنه علم الحديث فذكره في درسه معظما له على شأنه