ميت فقلت له: كيف أنت؟ قال: إني طيب، بعد أن تبسم، فقلت: أيما أفضل الاشتغال بالفقه أو الحديث؟ قال: الحديث بكثير، وله تآليف حسنة1 مفيدة منها تاريخ من عاصرهم وتعليق على الألغاز للإسنوي، وكان -رحمه الله تعالى- أحد مشايخ الحديث والفقه عديم المثل لطيف الشكل مع الخلق الحسن والإحسان علامة الزمان وأحد أئمة هذا الشأن معرفة وإتقانا للوقائع وتراجم الرجال والدولة وتقلب الأحوال مع فتاويه المحررة المهذبة، وحدث سمع منه عدة من الأئمة والطلبة، كتب لي خطه بالإجازة، ومات -رحمه الله تعالى- في سادس المحرم سنة ست عشرة وثمانمائة بدمشق المحروسة.
وفي هذه السنة مات بها برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن خضر الحنفي والشيخ برهان الدين إبراهيم بن محمد المشهور بابن زُقَّاعة2 وقاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن ناصر بن خليفة الباعوني3 والقاضي أبو العباس أحمد المشهور بابن السبتية4، وبتعز الشيخ حسام الدين حسن بن علي الأَبِيَورْدي5 في جمادى الثانية، وأم عبد الهادي الصالحية ولها ثلاث وتسعون سنة، وبمكة الشيخ عبد القوي بن محمد بن عبد القوي البِجائي6 المغربي، وبالقاهرة الإمام فخر الدين عثمان بن إبراهيم بن أحمد البرماوي، وبدمشق القاضي صدر الدين علي بن أمين الدين محمد بن محمد عرف بابن الأَدْمي7 الدمشقي في رمضان، وبالقاهرة القاضي نور الدين علي القرافي، وشمس الدين محمد بن أحمد بن خليل الغراقي8 -بالغين المعجمة- وبتعز قاضيها جمال الدين محمد بن عمر