وسليمان ابنا سالم بن عبد الناصر، وبالإسكندرية من محمد بن محمد بن أبي الليث وابن البوري1 محمد بن أحمد بن عبد الله2 وعدة، وبمكة المشرفة من الإمام خليل المالكي والفقيه أحمد بن قسام بن عبد الرحمن الحرازي والشهاب الحنفي أحمد بن علي بن يوسف وغيرهم، وبالمدينة المنورة من العفيف المطري عبد الله بن محمد بن أحمد وجماعة.

وهم بالرحلة إلى تونس لسماع الموطأ رواية يحيى بن يحيى على روايته3 بعلو خطيب الزيتونة بها فلم يتفق له ذلك، وقد خرج لنفسه أربعين بلدانية لم تكمل بلغ بها ستة وثلاثين بلدا قرأ عليه العشرة الأول منها شيخنا الحافظ أبو حامد بن ظهيرة في سنة أربع وسبعمائة4 ومن وقت أن ارتحل إلى الشام في سنة أربع وخسمين مكث مدة لا تخلو له سنة في الغالب من الرحلة في الحج أو طلب الحديث ففي سنة خمس وخمسين جاور مكة في الرجبية وحج واجتمع بالعلائي أيضًا ولازمه وفي سنة ست وخمسين ارتحل إلى الإسكندرية وفي سنة ثمان وخمسين ارتحل إلى دمشق ثم رحل إليها ثالثا في سنة تسع وخمسين وفي هذه النوبة جال في طلب الحديث غالب البلاد التي بها الرواية حتى وصل إلى حلب وهم بالارتحال منها إلى بغداد فعاقه عن ذلك خوف الطريق مع قلة الرواة هنالك، وفي سنة خمس وستين رحل بأولاده إلى الشام فأسمعهم بها وفي مدة إقامته في وطنه لم يكن لهم هم سوى السماع والتصنيف والإفادة فتوغل في ذلك حتى إن غالب أوقاته أو جميعها لا يصرفها في غير الاشتغال في العلوم وكان -رحمه الله تعالى- إماما مِفَنًّا حافظا ناقدا متقنا، قرأ بالروايات السبع وبرع بالحديث متنا وإسنادا وشارك في الفضائل وصار المشار إليه في الديار المصرية بالحفظ والإتقان والمعرفة تفقه بعدة منهم الشيخ عماد الدين محمد بن إسحاق البلبيسي والإمام جمال الدين عبد الرحيم بن الحسين5 الإسنوي وعنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015