خوفك القوي إذا كان تحت راية الجور، فإن النصر يأتيه من حيث لا يشعر.
«1» وقال: الإفراطات في الدول مبادي الفساد.
وقال: المراتب تتفاضل في البقاء، فأرفعها مرتبة أقصرها مدة، وأهنؤها «2» عشية أوبؤها «3» مغبة.
عند إدبار الدول يغفل أمر بيوت العبادات، ويتجوز في القضاء، ويتحامل الناس: الأقوياء على الضعفاء، والأغنياء على الفقراء.
أكثر اضطراب الملك على الملك من أهل الشجاعة: فإنهم إذا تجاوز بهم مواضعهم ووثقوا بقوتهم على غيرهم-: غلبوا كثيراً هم أولى «4» منهم بالتقدم، واضطرب لذلك نظام المملكة، فينبغي للسائس الحازم أن يعطي ذوي القوى قساطها من مملكته، ويحرسها عن التزيد والنقص، كما يحرس الطبيب أخلاط الجسد فيردها إلى اعتدال الصحة.
وقال: ينبغي للملك أن يتحصن من جيوشه بالإنصاف، ومن شرار دولته بالإخافة. وعلى الملك أن يعمل بخصالٍ ثلاث: تأخير العقوبة في سلطان الغضب، وتعجيل المكافأة للحسن، والعمل بالأناة فيما يحدث، فإن له في تأخير العقوبة إمكان العفو.
قال: والنفس التي غلبت عليها الشهوات لا تؤثر حسن الذكر، لأنها لا ترى الفضائل إلا فيما التذت به لذة حسنة «5» .