وَإِذَا الكَتِيبَةُ أَحْجَمَتْ وَتَلاَحَظَتْ ... أُلْفِيتُ خَيْراً مِنْ معمّ مخول «1»
والخيل تعلم والفوارس أنّني ... فرّقت جمعهم بطعنة فيصل «2»
إذ لا أدبار في المضيق فوارسي ... أولا أُوَكَّلُ بِالرَّعِيلِ الأَوَّل «3»
إِنْ يُلْحَقُوا أَكْرُرْ، وَإِنْ يُسْتَلْحَمُوا ... أَشْدُدْ، وَإِنْ يُلْفَوْا بِضَنْكٍ أَنْزِلِ
حِينَ النُّزُولُ يَكُونُ غَايَةَ مِثْلِنَا ... وَيَفِرُّ كلُّ مُضَلَّلٍ مُسْتَوْهِلِ
وَالخَيْلُ سَاهِمَةُ الوُجُوهِ كَأَنَّمَا ... تُسْقَى فَوَارِسُها نَقِيْعَ الحَنْظَلِ
وَلَقَدْ أَبِيْتُ عَلى الطَّوى وأَظَلُّهُ ... حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَأْكَلِ
وخرج زيد الخيل «4» يطلب نعما له في بني بدرٍ، وأغار عامر بن الطفيل على بني فزارة، فأخذ امرأةً يقال لها «هند» واستاق نعما [لهم] ، فقالت فزارة لزيد: ما كنَّا قطُّ إليك «5» أحوج منّا اليوم! فتبع عامر بن الطفيل، وعامرٌ يقول: ما ظنّك يا هند بالقوم؟! قالت: ظنّي أنهم سيطلبونكم، وليسوا نِياماً عنك، فحطأ عجزها «6» ثم قال: لا يقول استها شيئاً!! فذهبت مثلاً. وأدركه زيدٌ، فنظره عامر، فأنكره لعظمه وجماله، وغشيه زيدٌ، فبرز له عامر، فقال: يا عامر، خلِّ سبيل الظعينة والنعم، فقال [عامر] :
من أنت؟ قال: فزاريٌّ [أنا] ، قال: ما أنت من القلح «7» أفواهاً! فقال