والثانى: الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى، وله ترجمة عند ابن خلكان (ج 2 ص 115- 117) وذكر فيها أنه ولد فى يوم الأحد 17 شوال سنة 511، ومات يوم الأربعاء 11 شوال سنة 569 بقلعة دمشق. وهذا الملك العادل نور الدين لقيه المؤلف أسامة أيضا، إذ أرسله اليه صديقه الملك العادل بن السلار فى سفارة سياسية حربية كما قال فى الاعتبار (ص 10) : «تقدم الى الملك العادل رحمه الله بالتجهز للمسير إلى العادل نور الدين رحمه الله» ثم قال فى (ص 14) :

«ووصلنا فى طريقنا الى بصرى فوجدنا الملك العادل نور الدين رحمه الله على دمشق» . ثم اتصل أسامة بعد ذلك بخدمته (ص 34) .

وأما بعد عصر المؤلف، وبعد زوال دولة الفاطميين، فقد كان بمصر الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن أيوب بن شادى، بويع بالسلطنة فى شوال سنة 595، ثم حفيده الملك العادل سيف الدين أبو بكر بن الملك الكامل محمد بن الملك العادل أبى بكر بن أيوب، ولى الملك سنة 635. ثم خلع وبويع أخوه الملك الصالح نجم الدين أيوب سنة 636، ثم توفى سنة 647، وخلفه ابنه الملك المعظم توران شاه، ثم قتل يوم الاثنين 17 محرم سنة 648، وتولت السلطنة بعده (شجرة الدر زوجة أبيه الملك الصالح) فى 2 صفر سنة 648 وخلعت نفسها بعد ثلاثة أشهر.

تقريبا. وكانت ختام الدولة الأيوبية. ثم بدأت دولة الأتراك. انظر تاريخ ابن اياس (ج 1 ص 75 و 82 و 83 و 85 و 89 و 90) .

وأنت ترى من هذه السلسلة التاريخية أن الملك العادل الأيوبى كان قبل الملك الصالح لا بعده، وأنه تولى ملك مصر سنة 635 لا سنة 655.

وأسال الله سبحانه أن يوفقنا لما فيه رضاه.

كتبه احمد محمد شاكر عفا الله عنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015