[فلما «1» ] ارتحل عُبيد الله سار الشيخ في العرب بالذي صنع عبيد الله، [زبلغ «2» ] ذلك معاوية، فقال: لله عُبيد الله! من أي بيضةٍ خرج، ومن أي عشٍ درج! وهذا لعمري من فعلاته!! أذكرني قول مِقسِمٍ مولى «3» عُبيد الله بن عباس رضي الله عنهما-:
شيئاً جرى لي، وإن لم يكن من باب الكرم. قلت يوماً لمؤدبي- الشيخ العالم أبي عبد الله محمد بن يوسف المعروف بابن المنيرة «4» : - يا شيخ أبا عبد الله، لو ركبت حصاناً، ولبست كزاغنداً «5» واعتقلت رمحاً، ووقفت في طريق مسجد القاضي- وكان الإفرنج يدخلون من هناك لقتالنا- لكنت تردُّهم وتمنعهم؟! قال: لا والله، وإلّا كانوا يجوزون كلهم! قلتُ: كانوا يُبصرون هيكلك- وما يعرفونك- فيخافون منك! قال: سبحان الله! إن لم يعرفوني أنا ما أرف نفسي؟!! «6» قال الهيثم بن عدي: حدثني أبو جَهضم- شيخٌ من بني العنبر- عن أبيه قال: أقبل عُبيد الله بن أبي بكرة- رحمه الله- مرَّة من العراق، فمرَّ بنا في منازلنا، ونحن بالجبّانة، فإذا شابٌ من الحي قد كان يختلف إليه، فلما