تضعف «1» له ثمن عنزه، والله ما يعرفك، ولا يدري من أنت!! قال:
لكني أعرف نفسي، وأدري من أنا! هذا لم يكن له من الدنيا غير هذه العنز، فجاد لنا بها وهو لا يعرفنا، فخرج من دنياه، وأعطيناه بعض دنيانا، فهو أجود منا «2» ! وسار عُبيد الله حتى قدم على معاوية، وقضى حوائجه، فلما انصرف قال: يا مقسم، مُرَّ بنا على الشيخ ننظر كيف حاله «3» فإذا إبلٌ عظيمة، وأنشده الشيخ شعراً قال فيه:
توسمَّته لما رأيت مهابةً ... عليه وقلت: المرء من آل هاشمِ
وإلا فمن آلِ المرارِ فإنهم ... ملوك ملوكٍ من ملوكٍ خضارمِ «4»
فقمت إلى عنزٍ بقية أعنزٍ ... فأذبحها فعل امرىء غير عاتمِ «5»
فعوَّضني منها غناي ولم تكن ... تساوي عناقي غير خمس دراهمِ «6»
فقلت لعرسي- في الخلا- وصبيتي: ... أألحق هذا أو هو أضغاث حالمِ «7» ؟!
فقالوا جميعاً: لا، بل الحق هذه ... يخبُّ بها الرّكبان وسط المواسم
بخمس مئين «8» من دنانيرَ عُوِّضت ... من العنز، ما جادت بها كف حاتمِ