يقول المَثَلُ الصينيُّ: لا تعبرْ جِسْراً حتى تأتيَه.
ومعنى ذلك: لا تستعجلِ الحوادثَ وهمومَها وغمومَها حتى تعيشَها وتدركَها.
يقولُ أَحَدُ السلفِ: يا ابن آدمَ، إنما أنتَ ثلاثةُ أيامٍ: أمسُكَ وقدْ ولَّى، وغدُكَ ولمْ يأتِ، ويومُك فاتقِّ اللهَ فيه.
كيف يعيشُ منْ يحملُ همومَ الماضي واليومِ والمستقبلِ؟! كيف يرتاحُ منْ يتذكرُ ما صار وما جرى؟! فيعيدهُ على ذاكرتِهِ، ويتألمُ لهُ، وألمُه لا ينفعُه! .
ومعنى: ((إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وإذا أمسيتَ فلا تنتظرِ الصباحَ)) : أيْ: أن تكونُ قصيرَ الأملِ، تنتظرُ الأجَلَ، وتُحْسِنُ العَمَلَ، فلا تطمحْ بهمومك لغيرِ هذا اليومِ الذي تعيشُ فيه، فتركّزَ جهودكَ عليه، وتُرتِّبَ أعمالَكَ، وتصبَّ اهتمامَك فيهِ، محسِّناً خُلقَكَ مهتمّاً بصحتِك، مصلحاً أخلاقَكَ مع الآخرين.
لا تحزنْ: لأنَّ القضاءَ مفروغٌ منهُ، والمقدورُ واقعٌ، والأقلامُ جَفَّتْ، والصحفُ طُويتْ، وكلُّ أمرٍ مستقرٌّ، فحزنُك لا يقدِّمُ في الواقعِ شيئاً ولا يؤخِّرُ، ولا يزيدُ ولا يُنقِصُ.
لا تحزنْ: لأنك بحزنِك تريدُ إيقافَ الزمنِ، وحبسَ الشمسِ، وإعادةَ عقاربِ الساعةِ، والمشيَ إلى الخلفِ، وردَّ النهرِ إلى منبعِهِ.