طه حسين يتحدَّثُ بصيغةِ الغائب:
«كان يرى نفسه إنساناً من الناسِ وُلد كما يُولدون، وعاش كما يعيشون، يقسِّم الوقت والنشاط فيما يقسِّمون فيه وقتهم ونشاطهم، ولكنه لم يكنْ يأنسُ إلى أحدٍ، ولم يكنْ يطمئنُّ إلى شيء، قد ضُرِب بينه وبين الناسِ والأشياء حجابٌ ظاهرُه الرضا والأمنُ، وباطنُه من قِبَلِه السخطُ والخوفُ والقلقُ واضطرابُ النفسِ، في صحراء موحشة لا تحدُّها الحدودُ، ولا تقومُ فيها الأعلام، ولا يتبيَّن فيها طريقه التي يمكنُ أن يسلكها، وغايته التي يمكن أن ينتهي إليها» .
يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: «إنها تمرُّ بالقلبِ لحظاتٌ من السرور أقول: إن كان أهلُ الجنة في مِثْلِ هذا العيش، إنَّهم لفي عيشٍ طيِّبٍ» .
وقال إبراهيم بن أدهم: «نحن في عيش لو علم به الملوكُ لجالدونا عليه بالسُّيوفِ» .