{إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} ، ولا يفكِّرون في الغدِ ولا في المستقبلِ، ولذلك خسرُوا اليوم والغد، والعمل والنتيجة، والبداية والنهاية.
وهكذا خُلقتِ الحياةِ، خاتمتُها الفناءُ فهي شربٌ مكدَّرٌ، وهي مزاجٌ ملوَّن لا تستقرُّ على شيء، نعمةٌ ونقمةٌ، شدَّةٌ ورخاءٌ، غنىً وفقرٌ.
هذه هي النهاية:
{ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} .
قال إيليا أبو ماضي:
كمْ تشتكي وتقولُ إنك معُدِمُ ... والأرضُ ملكُك والسما والأنجُمْ؟
ولك الحقولُ وزهرُها وأريجُها ... ونسيمُها والبُلْبلُ المترنِّمُ
والماءُ حولك فضَّةٌ رقْراقةٌ ... والشمسُ فوقك عسْجدٌ يتضرَّمُ
والنورُ يبني في السُّفوح وفي الذُّرا ... دوراً مزخرفةً وحيناً يهْدِمُ
هشَّتْ لك الدنيا فما لك واجماً؟ ... وتبسَّمتْ فعلام لا تتبسَّمُ؟