يقولُ ابن تيمية: «ابتدأني مرضٌ، فقال لي الطبيبُ: إنَّ مطالعتك وكلامك في العلمِ يزيدُ المرض. فقلت له: لا أصبرُ على ذلك، لا أصبرُ على ذلك، وأنا أحاكمُك إلى علمِك، أليستِ النَّفسُ إذا فرجتْ وسُرَّتْ قويتِ الطَّبيعةُ، فَدَفعتِ المرض؟ فقال: بلى. فقلتُ له: فإن نفسي تُسرُّ بالعلمِ، فتقوى به الطبيعةُ، فأجدُ راحةً. فقال: هذا خارجٌ عن علاجِنا» {لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} .
لعلَّ عَتْبَك محمودٌ عواقبُهُ ... فربَّما صحتِ الأجسامُ بالعِللِ
ما أحوجنا إلى المثابرةِ واستثمارِ الوقت، ومسابقةِ الأنفاسِ بالعملِ الصالحِ النافعِ المفيدِ، إننا سوف نسعدُ يوم نقدِّم للآخرين نفعاً ووعياً وخدمة وثقافةً وحضارةً، وسوف نسعدُ إذا علمْنا أننا لم نأتِ إلى الحياةِ سُدّى، ولم نُخْلقْ عَبَثاً، ولم نُوجدْ لعِباً.
يوم تصفَّحتُ «الأعلام» للزركليِّ فوجدتُ تراجم شرقيين وغربيين، ساسةً وعلماء، وحكماء وأدباء وأطباء، يجمعهم أنهم نابغون مؤثِّرون لامعون، ووجدتُ في سِيرهم جميعاً سنة اللهِ في خلقِه، ووعد اللهِ في عبادِه، وهي أن من أحسن من أجل الدنيا وُفّي نصيبه من الدنيا، من الذيوعِ والشهرةِ والانتشارِ، وما يلحقُ ذلك من مالِ ومنصبٍ وإتحافٍ، ومن أحسن للآخرةِ