الأرضِ والسماءِ، في الليلِ والنهارِ، في الشمسِ والقمرِ، فتجدُ المتعة والأُنس، وتزدادُ إيماناً وتسليماً وانقياداً لهذا الخالقِ العظيمِ {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} .
يقول أحدُ الفلاسفةِ ممنْ أسلموا: كنتُ إذا شككْتُ في القُدرةِ، نظرتُ إلى كتابِ الكونِ، لأُطالع فيه أحْرُفَ الإعجازِ والإبداعِ، فأزدادُ إيماناً.
يقولُ الشوكانيُّ: أوصاني بعضُ العلماءِ فقال: لا تنقطعِ عن التأليف ولو أنْ تكتُب في اليومِ سطرين. قال: فأخذتُ بوصيَّتِه، فوجدتُ ثمرتها.
وهذا معنى الحديث: ((خيرُ العملِ ما داوم عليه صاحبُه وإنْ قلَّ)) وقال: القطرةُ مع القطرةِ تجتمعُ سيلاً عظيماً.
أما تَرَى الحبلَ بطُولِ المدى ... على صليبِ الصَّخْر قدْ أثَّرا
وإنما يأتينا الاضطرابُ منْ أننا نريدُ أن نفعل كلَّ شيءٍ مرَّةً واحدةً، فنَمَلُّ ونتعبُ ونترُكُ العمل، ولو أننا أخذْنا عَمَلنا شيئاً فشيئاً، ووزَّعْناه على مراحل، لقطعْنا المراحل في هدوءٍ، واعتبِرْ بالصلاةِ، فإنَّ الشَّرْع جَعَلَها في خمسةِ أوقاتٍ متفرِّقةٍ، ليكون العبدُ في استجمامٍ وراحةٍ، ويأتي لها بالأشواق، ولو جُمعتْ في وقتٍ، لملَّ العبد، وفي الحديثِ: ((إن المُنْبتَّ لا ظهْراً أبْقى ولا أرضاً قطع)) . ووُجِد بالتَّربةِ، أنَّ منْ يأخذُ العَمَلَ على فتراتٍ،