عن عُباد بنِ الصامتِ قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكمْ بالجهاد في سبيلِ اللهِ، فإنه بابٌ من أبوابِ الجنةِ، يُذهِبُ اللهُ به الغمَّ والهمَّ)) .
«وأمَّا تأثيرُ الجهاد في دفْع الهمِّ والغمِّ، فأمرٌ معلومٌ بالوجدان، فإنَّ النَّفْس متى تركتْ صائل الباطلِ وصولتهُ واستيلاءهُ، اشتدَّ همُّها وغمُّها، وكربُها وخوفُها، فإذا جاهدتْه للهِ، أبدل اللهُ ذلك الهمَّ والحُزْن فرحاً ونشاطاً وقوةً، كما قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ {14} وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ} . فلا شيء أذْهبُ لجَوَى القلبِ وغمِّه وحزنِه من الجهادِ، واللهُ المستعانُ» .
قال الشاعرُ:
وإني لأُغضي مقلتيَّ على القذى ... وألْبَسُ ثوب الصبرِ أبيض أبْلجا
وإني لأدعو الله والأمرُ ضيِّقٌ ... عليَّ فما ينفكُّ أن يَتَفَرَّجَا
وكم من فتى سُدَّتْ عليه وجوهُهُ ... أصاب لها في دعوةِ اللهِ مَخْرَجا
منْ طُرُقِ الارتياحِ وبسْطِة الخاطرِ، التَّطلُّعُ إلى آثارِ القُدرةِ في بديعِ السماواتِ والأرضِ، فتستلذّ بالبهجة العامرةِ في خلقِ الباري - جلَّ في عُلاهُ - في الزهرة، في الشجرةِ، في الجدولِ، في الخميلةِ، في التلِّ والجبل، في