أيُّها الإنسانُ: آنَ أنْ تُداوي شكَّك باليقينِ، والتواء ضميرِك بالحقِّ، وعِوج الأفكارِ بالهُدى، واضطراب المسيرةِ بالرُّشدِ.
آن أنْ تقشع عنك غياهب الظلامِ بوجْهِ الفجرِ الصادقِ، ومرارةِ الأسى بحلاوةِ الرَّضا، وحنادسِ الفِتن بنورٍ يلقفُ ما يأفكُون.
أيُّها الإنسانُ: إنَّ وراء بيدائِكمْ القاحلِةِ أرضاً مطمئنَّةً، يأتيها رزقُها رَغَداً منْ كلِّ مكانٍ
وإنَّ على رأسِ جبلٍ المشقَّة والضَّنى والإجهاد، جنَّةً أصابها وابلٌ، فهي مُمرعةً، فإنْ لم يصبْها وابلٌ فطلٌّ من البُشرى والفألِ الحسنِ، والأملِ المنشودِ.
يا منْ أصابه الأرقُ، وصرخ في وجهِ الليلِ: ألا أيُّها الليل الطويلُ ألا انْجلِ، أبشِرْ بالصبحِ {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} . صبحٌ يملؤُك نوراً وحبوراً وسروراً.
يا منْ أذهب لُبَّه الهمُّ: رُويْدك، فإنَّ منْ أُفُقِ الغيبِ فَرَجاً، ولك منْ السُّننِ الثابتِة الصادقِة فُسْحةً.
يا منْ ملأت عينك بالدمعِ: كفْكِفْ دموعك، وأرِحْ مُقلتيْك، اهدأْ فإنَّ لك منْ خالقِ الوجودِ ولايةً، وعليك منْ لطفهِ رعايةً، اطمئنَّ أيُّها العبدُ، فقدْ فُرغ من القضاءِ، ووقع الاختيارُ، وحَصَلَ اللُّطفُ، وذهب ظمأُ المشقَّةِ، وابتلَّتْ عروقُ الجهدِ، وثبت الأجرُ عند منْ لا يخيبُ لديهِ السعْيُ.