مما يشرحُ الصدر قراءةُ الجمالِ في خلْقِ ذي الجلالِ والإكرامِ، والتمتُّعُ بالنظرِ في الكونِ، هذا الكتابُ المفتوحُ، إنَّ الله يقولُ في خلقِهِ: {فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ} ، {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} .
وسوف أنقلُ لك، بعد صفحاتِ، من أخبارِ الكونِ ما يدلُّك على حكمةٍ وعظمةٍ {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} .
قال الشاعرُ:
وكتابي الفضاءُ أَقرأُ فيهِ ... صوراً ما قرأتُها في كتابي
قراءةٌ في الشمسِ اللامعةِ، والنجومِ الساطعةِ، في النهرِ.. في الجدولِ.. في التلِّ.. في الشجرةِ.. في الثمرةِ.. في الضياءِ.. في الهواءِ.. في الماءِ،
وفي كلِّ شيءٍ لهُ آيةٌ ... تدلُّ على أنَّه الواحدُ
يقول إيليا أبو ماضي:
أيُّها الشاكي وما بك داءٌ ... كيف تغدو إذا غدوت عليلاَ
أترى الشوك في الورودِ وتَعْمَى ... أن ترى فوقهُ النَّدى إكليلاَ
والذي نفسُه بغيرِ جمالٍ ... لا يرى في الوجودِ شيئاً جميلا