والمعنى: أنَّ الأمور التي فُرغ منها وانتهتْ لا ينبغي أن تُعاد وتُكرَّر؛ لأنَّ في ذلك قلقاً واضطراباً وتضييعاً للوقت.
وقالوا أيضاً - وهو مثلٌ إنكليزيٌ -: لا تنشرِ النشارة.
والمعنى: أي نشارةَ الخشبِ، لا تأت وتنشرْها مرةً ثانيةُ، فقدْ فرغ منها.
يقولون ذلك لمنْ يشتغلُ بالتوافهِ، واجترار الهمومِ، وإعادةِ الماضي، {الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} .
هناك مجالاتٌ للفارغين من الأعمالِ يمكنُ سدُّها، كالتزودِ بالصالحاتِ، ونفْعِ الناسِ، وعيادةِ المرضى، وزيارةِ المقابرِ، والعنايةِ بالمساجدِ، والمشاركةِ في الجمعياتِ الخيريةِ، ومجالسِ الأحيَّاءِ، وترتيبِ المنزلِ والمكتبةِ والرياضةِ النافعةِ، وإيصالِ النفع للفقراءِ والعجزةِ والأراملِ، {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ} .
ولم أر كالمعروفِ أمَّا مذاقُهُ ... فحلوٌ وأماَّ وجهُهُ فجميلُ
اقرأِ التاريخ لتجد المنكوبين والمسلوبين والمصابين.
وبعد فصولٍ منْ هذا البحثِ سوف أطلعك على لوحةٍ من الحزنِ للمنكوبين بعنوان: تعزَّ بالمنكوبين.
اقرأ التاريخ إذْ فيه العِبرْ ... ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخبرْ
{وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ} ، {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ} ، {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} .