كتب مصطفى أمين في زاويةِ (فكرة) في الشرقِ الأوسطِ كلاماً، منه: اصبرْ على كيد الكائدين، وظلمِ الظالمين، وسطوةِ الجبابرةِ، فإنَّ السوط سوف يسقطُ، والقيد سوف ينكسرُ، والمحبوس سوف يخرجُ، والظلام سوف ينقشعُ، لكن عليك أن تصبر وتنتظر.
وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ... ذرْعاً وعِند الله منها المخرجُ
قابلتُ في الرياضِ مفتي ألبانيا، وقد سُجن عشرين سنةً مِن قبل الشيوعيين في ألبانيا مع الأعمالِ الشاقَّةِ، والحبسِ والكيدِ، والنكَّالِ والظلمِ، والظلامِ وجوعِ، وكان يصلِّى الصلواتِ الخمس في ناحيةٍ من دورةِ المياه خوفاً منهمْ، ومع هذا صَبَرَ واحتسب حتى جاءهُ الفرجُ، {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ} .
هذا (نلسون مانديلا) رئيس جنوبِ أفريقيَّة، سُجن سبعاً وعشرين سنةً، وهو ينادي بحريَّةِ أمَّتهِ، وخلوصِ شعبهِ من القهرِ والكبتِ والاستبدادِ والظلمِ، وهو مُصِرٌّ صامدٌ مواصلٌ مستميتٌ، حتى نال مجدهُ الدنيويَّ. {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} {إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ} .
وأشجعُ مني كُلّ يومٍ سلامتي ... وما ثبتتْ إلا وفي نفسِها أَمْرُ
{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ} .