إنَّ الله - جلَّ في علاه - مايز بين الصحابةِ بحسبِ مقاصدهِمْ، فقال: {مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ} .
ذكر ابنُ القيم أنَّ قيمة الإنسانِ همتُه، وماذا يريدُ؟! .
وقال أحدُ الحكماءِ: أخبرْني عن اهتمامِ الرجلِ أُخبرْكَ أيُّ رجلٍ هو.
ألا بلَّغ اللهُ الحمى من يريدُهُ ... وبلَّغ أكناف الحِمى من يريدُها
وقال آخرُ:
فعادوا باللّباسِ وبالمطايا ... وعدْنا بالملوكِ مصفَّدينا
انقلب قاربٌ في البحرِ، فوقع عابدٌ في الماءِ، فأخذ يوضِّئ أعضاءه عضواً عضواً، ويتمضمضُ ويستنشقُ، فأخرجهُ البحرُ ونجا، فسئل عنْ ذلك؟ فقال: أردتُ أن أتوضأ قبل الموتِ لأكون على طهارةٍ.
للهِ دَرُّك ما نسيت رسالةً ... قدسيةً ويداك في الكُلاَّبِ
أفديكَ ما رمشتْ عيونُك رمشةُ ... في ساعةُ والموتُ في الأهدابِ
الإمامُ أحمدُ في سكراتِ الموتِ يشيرُ إلى تخليلِ لحيتِهِ بالماءِ وهمُ يوضِّئونه!!
{فَآتَاهُمُ اللهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ} .