قال عليُّ عبدِ العزيز الجُرْجانيُّ:
يقولون لي فيك انقباضُ وإنما ... رأوا رجلاً عن موقفِ الذُّلِّ أحْجَما
إذا قيلَ هذا موردٌ قلتُ قدْ أَرَى ... ولكنَّ نفس الحُرِّ تحتملُ الظَّما
ولم أقضِ حقَّ العلمِ إن كنتُ كلَّما ... بدا طمعٌ صيَّرتُهُ لِيَ سُلَّما
أأشقى به غَرْساً وأجنيهِ ذلَّةً ... إذن فاتَّباعُ الجهلِ قدْ كان أحزما
ولو أنَّ أهل العلمِ صانوه صانهمْ ... ولو عظَّموه في النفوسِ لَعُظَّما
ولكنْ أهانُوهُ فهانوا ودنَّسوا ... مُحَيَّاهُ بالأطماعِ حتى تهجَّما
وقال أحمدُ بنُ خليلٍ الحنبليُّ:
مَنْ أراد العزَّ والرا ... حةَ مِن همِّ طويلِ
ليكُنْ فرداً من النا ... سِ ويرضى بالقليلِ
كيف يصفو لامرئٍ ما ... عاش مِنْ عيشٍ وبِيلِ
بين غمزٍ مِنْ ختولٍ ... ومداجاةِ ثقيل ِ
ومداراةِ حسودٍ ... ومعاناةِ بخيلِ
آهِ منْ معرفةِ النا ... سِ على كلِّ سبيلِ
وقال القاضي عليُّ بن عبد العزيزِ الجرجانُّي:
ما تطعَّمتُ لذةَ العيشِ حتَّى ... صرتُ للبيتِ والكتابِ جليسا