وأيضاً: كتبهما حشرت وملئت بأقوال بعض الطوائف المبتدعة، اضطروا إلى ذكرها من أجل روجان هذه الكتب في تلك البلاد؛ لأنهم جل سكان أو غالب سكان اليمن في وقتهم فيحتاجون إلى ذكر مذاهبهم لتروج هذه الكتب.
على كل حال هذه الكتب كتب ينبغي لطالب العلم أن يعتني بها، وهي خاصة بالأحكام.
هناك كتب في الآداب والأخلاق، مثل رياض الصالحين -الذي سبقت الإشارة إليه- فعلى طالب العلم أن يعتني به؛ لأن هذا الباب والجانب من أبواب الدين في غاية الأهمية للمسلم عموماً وطالب العلم على وجه الخصوص.
ونحن نشاهد عزوف من كثير من طلاب العلم عن كثير من أبواب الدين التي هم بأمس الحاجة إليها، كأبواب الأدب -الأدب الشرعي- مَن مِن طلاب العلم يعتني بقراءة أبواب الفتن -أعاذنا الله من شرها ما ظهر منها وما بطن-؟ مَن مِن طلاب العلم يعتني بأبواب الرقاق والزهد؟ يندر؛ لأن همهم في المسائل العملية، لكن ما الذي يحدوا طالب العلم إذا عرف الأحكام العملية إلى العمل، ما الذي يسوقه إلى العمل؟
هذه النصوص التي هي كالسياط لطالب العلم أن يعمل بهذا العلم، وإلا مجرد معرفة هذا حلال وهذا حرام من غير ملامسة للقلوب، قد يغفل طالب العلم، وقد يجفو، مع معرفته بالحلال والحرام -مع الأسف الشديد- يلاحظ على بعض من ينتسب إلى العلم شيء من الجفا، والتخلف في باب العمل وإن وجد العلم، على أن من أهل العلم من يرى أن العلم الذي لا يبعث على العمل ولا يحدوا إليه لا يستحق أن يسمى علماً والله المستعان.
ولذا جاء في الحديث: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله))، وهذا أمر للعدول بأن يحملوا العلم، ولا يتركوا المجال للفساق لحمل العلم، فهذا الجانب أو هذا الباب من أبواب الدين على طالب العلم أن يعنى به.
وكان الشيخ فيصل بن مبارك -بل دون ذلك في وصيته- يوصي بحفظ كتاب رياض الصالحين، يوصي بحفظ كتاب رياض الصالحين، إن لم يتمكن أو لم تسعف الحافظة يحفظ .. ، حدد الشيخ من باب كذا إلى باب كذا -نسيت الآن، لكن هذا لبيان أهمية الكتاب- والكتاب مشروح، شرحه ابن علان في دليل الفالحين، كتاب مختصر وجيد، ومتقن ومحرر، والمؤلف أشعري، يعني نكون على حذر في مسائل الاعتقاد.