ابن ماجه، وابن منده، وابن داسه، كلها بالهاء في الوقف و. . . . . . . . .، ماجه، ومنده، وداسه، حتى في. . . . . . . . .، من أهل العلم من جعل السادس الموطأ، موطأ الإمام مالك بن أنس، وعلى هذا صنيع ابن الأثير في جامع الأصول، وقبله رزين في تجريد الأصول، ومنهم من جعل السادس الموطأ، تقدم الكلام عن ابن ماجه مع الكتب الستة في الحلقة السابقة الذي هي دواوين الإسلام المشهورة.

والآن نتحدث عن موطأ الإمام مالك بن أنس، والموطأ كما هو معروف لإمام دار الهجرة مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، إمام المذهب المشهور المعروف نجم السنن.

هذا الكتاب ألفه الإمام مالك -رحمه الله تعالى- وتلقاه عنه جمع غفير من أهل العلم، بحيث صارت له روايات متعددة، من أشهرها رواية يحيى بن يحيى الليثي، وعليها جل الشروح، ومنها رواية محمد بن الحسن، ومنها رواية أبي مصعب الزهري، وروايات كثيرة جداً يصعب حصره؛ لكن أهمها ما يقرب من عشرين، هي مدونة ومعروفة يطول الكلام فيها، يهمنا رواية يحيى بن يحيى التي عليها الشروح، والتي عني بها أهل العلم، ومن أهم شروحها وأعظم تلك الشروح (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) للإمام أبي عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري، كتاب عظيم، مكث في تصنيفه ثلاثين عاماً، وأودعه من نفائس الفنون والعلوم ما يعجز اللسان عن وصفه، فالكتاب عني بالموطأ، وبأقوال مالك، ومذهب مالك، وأشار إلى المذاهب الأخرى، وله فيها اختيارات وترجيحات، يقال: فيها مذهب الإمام -رحمه الله-، فابن عبد البر حافظ المغرب، وهو إمام من أئمة المسلمين، مكث في تصنيف هذا الكتاب ثلاثين عاماً.

وقال عنه ابن حزم: أنه لا يعلم في الكتب في الكلام على فقه الحديث أنفس من هذا الكتاب، بل لا يعلم ما يماثله ولا يدانيه ولا يقاربه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015