أما بالنسبة لما طلبه ورجاه من شرح كتب تختص بالسنة، هذا النية موجودة، وهناك أيضاً أشرطة كثيرة لأبواب من صحيح البخاري وصحيح مسلم للسنن وغيرها من كتب السنة لبلوغ المرام وغيرها من كتب الأحكام، ويحرص الطلاب على تفريغها وتصحيحها وتصويبها؛ لكن أنا غير مقتنع من تفريغ الأشرطة ونشرها بالكتب لأن التأليف فن.
المقدم: طيب تراجعونها يا شيخ.
لا أنا عندي التأليف ابتداءً أسهل من مراجعة ما كُتب، التأليف فن، والإلقاء فن آخر، نعم بعض الناس عنده ملكة على الإلقاء، وترتيب للمعلومات بحيث يقرب جداً من الكتابة مثل هذا لا بأس، الشيخ ابن عثيمين مثلاً، الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-، يعني إلقاؤهم قريب من التأليف، كلامهم دقيق ومرتب، معالي الشيخ صالح آل الشيخ كلامه دقيق ومرتب، لو فرغ لخرج في كتاب، أما بعض الناس أقول: أنا أتحدث عن نفسي ما يسجل عني في الدروس لا يصلح للنشر كتابة يقبل سماعه، أنا أنا نفسي لا أقبله، ولا أطيق أن أقرأ ما يفرغ، أما مشروع التأليف والجلوس بين الكتب والتأليف هذا لا شك أنه هم.
المقدم: لكن هل بدأت في شيء منه؟
بدأت لكن الكلام على الوقت؛ لأن من تصدى للشباب، وحاول في نفعهم، يعني ما يتركون له فرصة، وإن كان باب التأليف مهم، وهو الباقي -بإذن الله عز وجل-، ونسأل الله -جل وعلا- أن يرزق الجميع الإخلاص في القول والعمل.
المقدم: سنن الترمذي يا شيخ؟
نعم نعود إلى جامع أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وهو من الجوامع؛ لأن كتب السنة منها الجوامع التي تشمل أبواب الدين، ومن أهمها البخاري ومسلم والترمذي، منها: السنن، ومن أهمها سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه، ومنها: المصنفات كمصنف ابن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق، وهي قريبة في مادتها وترتيبها من السنن، إلا أنها لكثرة ما فيها من آثار تختلف عن كتب السنن، منها أيضاً الموطئات، منها المعاجم، منها المسانيد إلى غير ذلك من الكتب.