هناك أيضاً من الشروح شرح القسطلاني واسمه (إرشاد الساري) هذا يكاد أن يكون ملخص أمين من فتح الباري وعمدة القاري، مع إفادته من الشروح الأخرى هذا الكتاب لا يغني عنه غيره، لمن أراد ضبط الصحيح، ضبط رواة الصحيح، ضبط صيغ الأداء، ضبط المتون، يعني ضبط بالحرف، فيشير إلى اختلاف جميع الروايات، ولو لم يترتب عليه فائدة، لهذا الاختلاف لو لم يترتب عليها فائدة يشير إلى القسطلاني، وهذه العناية فائقة بالكتاب، إذا نظرنا إلى معاناته عن البحث عن النسخة الأصلية اليونينية، بحث عنها مدة طويلة فلم يقف عليها، وقف على الفرع، فرع اليونينية، وقف عليها، ثم بعد ذلك قابل كتابه أكثر من ستة عشر مرة، نسخته على الفرع، وعني بها، ثم بعد ذلك وقف على المجلد الثاني من الأصل من اليونينية، وجده يباع النسخة الثاني، اشتراه وقابله عليه الفرع، فوجده مطابق لا يختلف بشيء، ثم وجد المجلد الأول بعد مدة طويلة فقابله كذلك، ولذلك تجده يقول: كذا في فرع اليونينية كهي، ما يقول: كذا في اليونينية بفرعها؛ لأنه قابل كتابه على الفرع.
المقدم: وبعدين وجد الأصل.
نعم وبعدين وجد الأصل، أقول: الكتاب له أهمية كبرى لطالب العلم يعنى بالروايات، ومن باب الإنصاف وقفنا على فروق عند الحافظ ابن رجب لا توجد عند اليونيني ولا عند القسطلاني، فروق في الروايات، يدل على طول باعه في هذا الباب، وعنايته بالصحيح -رحمه الله-، إرشاد الساري هذا المطبوع مراراً.
المقدم: المتقدم منهم ابن رجب يا شيخ؟
إيه ابن رجب قبل ابن حجر وقبل هذا.
المقدم: قد يكون هذا لتقدمه وقربه؟
لا، عرفنا أن عناية القسطلاني يعني بالحرف، يبين الفروق، فروق الروايات، وقبله اليونيني، وهو اعتمد على اليونيني، واليونيني قبل ابن رجب، ومع ذلك ابن رجب وقف على فروق، لا توجد من اليونيني ولا على القسطلاني، فالقسطلاني هذا مطبوع مراراً، يعني إذا عرفنا أن بولاق ما طبعت عمدة القاري، ولا طبعت الكرماني، طبعت فتح الباري مرة واحدة، طبعت القسطلاني الأولى والثانية حجم كبير جداً، الثالثة والرابعة حجم متوسط، بدون حواشي، وبدون هوامش، الخامسة والسادسة والسابعة وعلى هامش القسطلاني شرح النووي على. . . . . . . . .