الشيخ: أما بالنسبة للتاريخ فسيأتي الحديث عنه -إن شاء الله تعالى- إن كان في الوقت بقية، أما ما يتعلق بفتح الباري فمثل ما ذكرنا طبعت الطبعة الأولى في بولاق، وهي مجردة من المتن، على ما أراد الحافظ ابن حجر، المتن وضعه الطابع في الحاشية لا علاقة له بالشرح، وهكذا جاءت الطبعة الخيرية بعدها، والهندية كلها المتن مفصول فصل تام عن الشرح، وأيضاً البهية كذلك، والحلبية وطبع في الحلبية في سبعة عشر جزءاً، المتن مفصول عن الشرح أول من أدخل المتن في الشرح محمد فؤاد عبد الباقي في الطبعة السلفية الأولى التي عني الشيخ -رحمة الله عليه- الشيخ عبد العزيز بن باز في الجزء الأول والثاني وشيء من الثالث، أدخلوا المتن في الشرح، الحافظ ابن حجر في المقدمة أشار إلى أنه سوف يدرج المتن في الشرح، سوف يذكر المتن ثم عدل عنه في مقدمة المجلد الأول، فقال: رأى أن إدخال المتن في الشرح يطيل الكتاب، والمتن معروف ومتداول ومشهور بين طلاب العلم كلهم، فلا يحتاج إليه، يعني هل يتصور شخص يكتفي بفتح الباري عن صحيح البخاري، ولو كان الصحيح في الشرح إذاً الحافظ ابن حجر وجهة نظره أن المتن لا يدخل في الشرح، وهذا الذي استقر عليه رأيه، ومع هذا اعتمد الحافظ ابن حجر على رواية أبي ذر، وأشار إلى ما عداها عند الحاجة.
التصرف في الكتاب من قبل من أدخل المتن في الشرح على غير مراد المصنف، ولذا لم يوفقوا في اختيار متن وافق الشرح، فتجد الحافظ يشرح يقول: قوله وتنظر المتن ما تجد؛ لأنه اعتمد على رواية معينة، وهذا من شؤم التصرف في كتب العلماء، المؤلف ما أراد أن يدخل المتن تدخل المتن ليش لماذا؟ الأمر الثاني ليتك لما أدخلت المتن تدخل متن يوافق الشرح، رواية أبي ذر.