قبل، لا بد أن يعنى بالمطالعة قبل الحضور، والمراجعة بعد الحضور، والمذاكرة مع الزملاء، الشيخ عبد القادر بن بدران له درس مع مجموعة من الطلاب عند شيخ من الشيوخ، ماذا يقول؟ يقول: أولاً نحفظ القطعة ثم كل واحد في زاوية من المكان يشرح هذه القطعة قبل الاطلاع على الشرح يشرح، ثم بعد ذلك إذا شرح يطالعون الشرح، الصواب يقر، ويشاد به، والخطأ يصحح، وبهذا يثبت العلم، يقرئون الحواشي، يذهبون إلى الشيخ يسدد ما عندهم، ويزيد ما عندهم، على كل حال المطالعة يختلف الطلاب فيها اختلافاً كبيراً، منهم من هو صبور دؤوب، يأخذ الكتاب ولا يخلطه بغيره حتى ينتهي، ومنهم الملول الذي يخبط هذا ساعة وهذا ساعة وهذاك ساعة مثل هذا الصبور الدؤوب ما في مشكلة، هذا يقرأ الكتاب حتى ينتهي بالطريقة التي تشرح فيما بعد، الملول هذا لا بد أن يضع جدول بحيث لا يرتبك، يضع جدول ثابت بعد صلاة الصبح له قراءة في كتاب كذا، بعد انتشار الشمس كذا، بعد كذا، جدول يلزم به نفسه، ويعتمد عليه.
أيضاً أثناء المطالعة يستحضر الطالب يفرغ نفسه من المشاغل، ويصحب أقلام ملونة يدون فيها المسائل، كثير من المخطوطات المكتوب عليها في المطبوعات القديمة قف، تأمل، للأمور المهمة، بعض شيوخنا له طريقة في كتبه، وجدت بعد موته يضع نقطة حمراء أحياناً، يضع نقطة حمراء، وأحياناً سوداء، وأحياناً زرقاء، وأحياناً خضراء، الحمراء لما يريد أن يراجعه فيحفظه، الزرقاء لما يريد أن يراجعه، ويكرر النظر فيه، الخضراء لما يريد أن ينقله إلى مذكراته، وكل طالب علم ينبغي أن يكون لديه مذكرة، المقصود أنه لا بد من التمييز بين ما يقرأ، والكلام في هذا يطول، والله تعالى أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
شكر الله لكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير.