نعم؛ لكن لو رتب على أوائل الحروف وجدت هذه الكلمة في حرف القاف، وقد رتبت هذه الكتب على أوائل الحروف، ولا أرى الحاجة داعية إلى ترتيبه؛ لأن المدرك يدرك الحرف الأول ويدرك الحرف الأخير، ولا بد أن يربى الطلاب على شيء من فهم الكتب، والصحاح يعتبر بالنسبة لكتب العربية فتح في جمعه وترتيبه وسهولة تناوله، حتى قال بعضهم: أنه بالنسبة لكتب العربية مثل صحيح البخاري، لم يثبت فيه إلا ما صح عنده؛ لكني يبقى أن الكتاب ليس معصوم صاحبه، فيه أوهام، يعني مثلاً: (قرن المنازل) الذي هو ميقات نسب إليه أويس القرني، خطأ ونبه العلماء، فيه أوهام، وألفت عليه كتب كثيرة جداً، ومختصرات، وحواشي وتعليقات، واستدراكات، وبيان لأوهامه، المقصود أن الكتاب مهم جداً في الباب، وهو يحتوي على ما قيل: على أربعين ألف مادة؛ لكن قد تكون هذه المواد قليلة إذا قلنا: أن القاموس حصر ما فيه بستين ألف مادة، وهو بنصف حجمه، لسان العرب وهو من أوسع كتب اللغة، مطبوع في عشرين مجلداً فيه ثمانين ألف مادة، أما شرح القاموس المسمى تاج العروس للزبيدي بلغت المواد فيه إلى مائة وعشرين ألفاً.
على كل حال هذه الكتب يحتاجها طالب العلم، ولها طبعات، على كل حال هذه الكتب التي أشرنا إليها كالصحاح والقاموس ولسان العرب وتاج العروس لا بد من اقتنائها، إضافة إلى تهذيب اللغة والمحكم، وينبغي أن نكون على حذر إذا أردنا أن نفسر كلمة من كتاب الله -جل وعلا-، أو من سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- برجوعنا إلى هذه الكتب، وهي تذكر للكلمة الواحدة معاني كثيرة، كيف ننزل مراد الله -جل وعلا- ومراد رسوله -عليه الصلاة والسلام- على معنى واحد من هذه المعاني، كيف نختار؟ ولذا يقرر أهل العلم أنه لا يجوز أن يتصدى لبيان غريب الكتاب والسنة إلا العالم بهما مع إحاطته باللغة العربية؛ لأن المتخصص في اللغة وهو يشرح كلمة جاءت في سياق حديث قد يُبعد في خضم هذه المعاني التي يريدها أمثال هؤلاء.