وكأني بالإخوة الذين لهم عناية في هذا الفن أن يقولوا: أهملت كتاب كذا، وأهملت كتاب كذا يعذرونا؛ لأن الوقت ما يسعف، وإلا الذهن فيه شيء كثير وكبير، ولكن الوقت ما يسعف.

ولكن عندنا من أهم المهمات كتب اللغة التي يحتاجها كل طالب علم مفسر محدث، فقيه، يحتاج كتب اللغة باستمرار، لا غنية لطالب العلم عن كتب اللغة، وهي إما في متن اللغة، في بيان مفرداتها، أو في فقه اللغة، وكل منهما في غاية الأهمية لطالب العلم؛ لأنك مثلاً ..

المقدم: تمر بك كلمة في الكتاب أو السنة أو غيرها ...

تمر بك كلمة لا بأس؛ لكن قد يمر بك معنى، تريد معنى كلمة تترجم لك هذا المعنى ..

المقدم: مثل (الهرج) لما مر معنا في حديث مثلاً كيف كان خلاف أهل اللغة.

لا بأس أنا أنت عندك كلمة (الهرج) تراجعها في كتب اللغة جيد؛ لكن أنت عندك معنى من المعاني ولد الغزال إيش يسمى؟ كيف تراجعه في كتب اللغة؟ كتب فقه اللغة تحل هذا الإشكال، اللغة رائد التأليف فيها هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، على خلاف طويل جداً في كتابه هل ألفه هو أو لم يؤلفه، أو وضع أركانه وقواعده وزيد عليه، وكلام كثير جداً، وهو كتاب سماه مؤلفه (العين) باعتبار أن (العين) أول الكتب التي في هذا الكتاب، رتبه على حسب مخارج الحروف، فبدأ بحروف الحلق؛ لأنها أبعد المخارج، وبدأ بالصعود تدريجياً حتى تنتهي إلى الشفة هكذا (ع، ح، هـ، غ، خ، ق، ك، ج، ش، ض، ص، س) إلى أن وصل إلى الألف آخر شيء، سمى كل حرف كتاب، افتتح المعجم بحرف العين، وسماه كتاب (العين) وهو في هذا مبتكر غير مقلد، وطعن في نسبته إلى الخليل، طعن فيه جمع من المتقدمين والمتأخرين، الرازي في (المحصول) يقول: "أصل الكتب المصنفة في اللغة كتاب (العين) وقد أطبق الجمهور من رجال اللغة على الطعن فيه".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015