المقصود أن هذه الكتب العربية لا تنتهي، من أهم ما يبحث في هذا الفن البلاغة، وفيها كتب عبد القاهر الجرجاني أسرار البلاغة، و (دلائل الإعجاز) من أعظم ما سطر في هذا الفن، لكنه للمنتهي، لا يربى عليه طالب العلم؛ لأنها ليست بمتون، وأيضاً: (الطراز) للعلوي كتاب مهم جداً في هذا الباب يقول في مقدمته -وهو الطراز- يقول في مقدمته: "أن أول من أسس قواعد هذا العلم وأوضح براهينه، وأظهر فوائده، الشيخ النحرير عبد القاهر الجرجاني في كتابيه المذكورين" ولكن العلوي رغم شدة إعجابه بهما بهذين الكتابين لم يقف منهما على شيء؛ لأن الذي يقرأ عنوان الكتاب يظن أنه أودع الكتابين في كتابه (الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز) يظنه اطلع على أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز؛ لكنه يقول: لم يقف على شيء إلا ما نقله العلماء في تعليقاتهم عليهما.
قد يقول قائل: ما دام هذه الكتب بهذه المثابة لماذا لا يربى عليها طالب العلم؟ نقول: كما قلنا في الفنون الأخرى لا يمكن أن يربى طالب مبتدى على الرسالة للإمام الشافعي، ولا يمكن أن يربى طالب مبتدئ على (المحدث الفاصل) للرامهرمزي، يربى بالمتون التي جعلت مناسبة لمستواه، ثم يترقى، ويحتفل بهذه الكتب إذا تأهل لها.
سبب تأليف (الطراز) وهو كتاب بالنسبة للمدركين في هذا الباب لا يستغنون عنه، سببه أن بعض الإخوان قرأ عليه في تفسير الكشاف للزمخشري وهو حفيل من مباحث علوم البلاغة عند الزمخشري، رغم أنه معتزلي، يعني يقرأ على حذر، فهذه الكتاب مفيد لارتباطه بإعجاز القرآن.
من أهم الكتب الذي يربى عليها الطلاب (تلخيص المفتاح) أولاً: المفتاح للسكاكي، ضم فيه أكثر من علم، جاء القزويني هذا وخلص ما يتعلق بعلوم البلاغة، وصار متن معتمد عند أهل العلم ودار الناس في فلكه، فلا يحصى كم شارح؟ وكم محشٍ؟ وطبعات يعني مذهلة لهذا الكتاب.
للقزويني كتاب آخر جعله كالشرح لـ (التلخيص) أسماه (الإيضاح) وكمله بما خلا عنه (المفتاح) من كلام الشيخ عبد القاهر الجرجاني في كتابيه.