الأصل عند اختيار الخطيب أن يكون مؤهلاً لإعداد الخطبة؛ لأنه قد يرد قضايا ونوازل لا يجد فيها شيئاً مكتوباً، فإذا كان مؤهلاً عليه أيضاً أن يعنى بالإعداد؛ لأن بعض الإخوان بسبب الارتباطات والمشاغل وظروف الحياة اليوم، وأيضاً استرخاء من بعض الإخوان، فلا يؤتي الخطبة وقتاً كافياً لإعدادها، بعض الإخوان يعتمد على الخطب المطبوعة، وبعضهم يفتح الإنترنت، ويجد خطب جاهزة فيسحبها، وهذا ليس صحيح، مثل هذا لا شك أنه لن يزداد علماً، فالخطبة نوع من التعليم، وذكرنا مراراً أن التعليم يبني شخصية المعلم، وهو من أعظم روافد التحصيل، فالخطيب الذي بهذه المثابة لا يهتم بالخطبة إذا بقي عليه وقت يسير إما من رأسه يجلس فيكتب رؤوس أقلام، ثم إذا أتى للمنبر يشرق ويغرب بالسامعين، وبهذا تنتهي الخطبة على لا شيء، فلا بد من أولاً: الاهتمام باختيار الخطيب، الأمر الثاني: هذا الخطيب الذي اختير حسب معايير ومقاييس تبرأ بها الذمة من قبل اللجان التي تختار من جهات الاختصاص، لا بد أن يعنى، وأن يستشعر المسئولية الخطيب، لابد أن يستشعر هذه المسئولية، ويأتي بما ينفع الناس، ويلامس حاجة الناس؛ لأنه إلى وقت قريب وهذا يكاد يكون انقرض، يخطب بخطب من قرون، فيها مواعظ، وفيها ترقيق، والناس في وقت هذه الخطب قد تكون الفائدة موجودة؛ لكن الآن لو طلعت المنبر تقرأ من خطب .... اليوم تسير مسخرة؛ لأنها لا تلامس حاجاتهم، وإن كان فيها شيء من الوعظ والتوجيه، المستمع بحاجة إلى أن يجد ما يحل المشكلة عنده، حدث يحتاج إلى تعليق، يمر بسلام من جهة الخطيب، هذا ما هو بصحيح، ما فائدة الخطبة؟ يعني حدث يعلق عليه من وجهة النظر الشرعية، نعم، هذا أمر لا بد أن يكون من خلال المنبر.

المقدم: لكن ممكن يستفيد الخطيب من مجموعة من الخطب التي أعدها العلماء؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015