أما بعض الإخوان مع الأسف الشديد في هذه الأيام كثير منهم لا يعرف الكتاب إلا في الدرس عند الشيخ، بل بعض الإخوان يترك الكتاب في المسجد، وهذا يقرر أهل العلم أنه قل أن يفلح، قل أن يفلح مثل هذا؛ لأن العلم يحتاج إلى معاناة، ما هي المسألة مسألة حضور، العوام يحضرون؛ لكن لا بد من الاهتمام، لا بد من معاناة هذا العلم، وإلا فالعلم نفيس لا يدرك كله، وإلا كان الناس كلهم علماء، لو كان الأمر سهل، فلا بد من معاناته، والله المستعان.
المقدم: ندخل فيما تبقى لنا من كتب الفقه.
نعم بدأنا بكتب الفقه، وقلنا: أن الطالب يبدأ بمثل آداب المشي إلى الصلاة للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، ثم يبدأ بعد ذلك بكتاب مختصر، إما أخصر المختصرات أو عمدة الطالب للشيخ منصور، أو عمدة الفقه للحافظ للإمام الموفق، وهذا كتاب نفيس يعود الطالب على الاعتماد على الحديث، لأنه يبدأ كل باب بحديث.
المقدم: شرح الكتاب يا شيخ؟
نعم شرح شروح كثيرة جداً، ممن شرحه لأهميته شيخ الإسلام ابن تيميه، بعد ذلك يبدأ الطالب إما بدليل الطالب، وهو أوسع من العمدة مع الوضوح وجودة التصوير للمسائل، وله شروح أشرنا إليها في الحلقات السابقة، والكتاب مخدوم، ثم بعد ذلك تكون عنايته الفائقة بـ (زاد المستقنع) الذي هو أمتن متون الفقه الحنبلي، وأجمعها وأكثرها مسائل على اختصاره الشديد، وهو مختصر من المقنع، وعني به أهل العلم قراءة وإقراءً وحفظاً وشرحاً، وتدريساً، له شروح كثيرة، شرحه الشيخ منصور البهوتي في كتاب أسماه (الروض المربع) أشرنا إليه سابقاً، وعليه حواشي للشيخ عبد الله با بطين، والشيخ عبد الله العنجري، والشيخ عبد الرحمن بن قاسم، وعلق على الزاد الشيخ فيصل بن مبارك والشيخ محمد بن عبد الله الحسين، وجرد الشيح محمد الحسين مع ذلك زوائد الإقناع عليه ثم طبع الجميع باسم (الزوائد) هذا سبق أن أشرنا إليه، أيضاً حاشية الشيخ صالح البليهي.
المقدم: إذا أردنا ذكر كل طبعة لكل كتاب ومقارنة لطال بنا المقام؟