المتصل: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هذا بحث جيد بالنسبة إلى طلاب العلم، وتعاملهم مع الكتب؛ لأن الكتب هي مراجع العلم في أي فن كان، وهي كما لا يخفى على شريف علمكم تختلف من حيث التوسع أو الاختصار أو ما بين ذلك، ومنها المتون، ومنها الشروح، ومنها الحواشي، وكان طلبة العلم فيما سبق أول ما يبدأ الإنسان منهم يحفظ فن من الفنون، يبدأ بفن من فنونه، يعني كتاب يؤلف، مختصر من مختصرات هذا الفن، وإذا حفظه، وقرأه على الشيح، وشرحه له، يستعين هذا الطالب بشروح هذا المتن أو حواشيه، ويعلق عليها في هوامشه، ويرد أوله إلى آخره، وبالعكس إذا المتن مشتمل على مسألة، فهي حقيقة الحفظ هو أساس الدرس، وأساس التعليم، كما قال الرحبي:
. . . . . . . . . ... فاحفظ فكل حافظ إمامُ
ويختلف مناهج الطلاب، منهم من يكون على هذه الصفات، ومنهم من يكون له اتجاه آخر، والحريصون منهم كلما مر على موضع في مسألة من مسائل العلم ورأى لها تعلق في باب آخر؛ لأن بعض المسائل تذكر في موضع أو موضعين أو ثلاثة أو أربعة، يعني موضوع مثلاً: السقط الذي يسقط من بطن أمه قبل أن يتم، مذكور في سبعة مواضع من أبواب الفقه، فمذكور مثلاً في باب النفاس، مذكور في باب الميراث، مذكور في باب الجنايات، مذكور في باب العتق إلى آخره، فالحريص منهم يربط هذا مع هذا، ويشير إلى هذا مع هذا، ثم أيضاً الدرس منهم من يدرس الفن مثل ما يدرس الإنسان القرآن، تجده مثلاً يحزب المتن مثل بلوغ المرام، وإلا مثل الألفية في النحو أو مثل الرحبية، كل علم يدرس فن من فنونه هذا حيث يتعهدها لا متناً ولا معنى.
المقدم: لكن من خلال شروح سابقة لأحد المشايخ الذين حضر عليهم يا شيخ؟ يراجع هذا؟
المتصل: لا بد، الشيخ هو مرجع في ذلك، وقد لا يكون شيخ واحد، قد يكون شيخ النحو غير شيخ الفقه، وشيخ الفقه غير شيخ السيرة والحديث.
المقدم: لكن يا شيخنا هل أدركتم أيضاً من مشايخكم من كان يعلق على كتبه، طريقة تعليقه على الكتاب الذي يحمله كيف كانت؟