المقدم: يعني ربما أدركتم شيخكم الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وهو يتبع هذه الطريقة في مسألة قراءة الكتب الطويلة والتعليق عليها تعليقاً يسيراً؟
هذه جادة معروفة عند أهل العلم قاطبة، الشيخ مع كثرة مشاغلة دروسه محدودة، يعني ستة أو سبعة في الأسبوع، ستة في الأسبوع، بينما أدركنا من له في الأسبوع من الدروس عشرين درساً، وكان النووي -رحمه الله- يحضر في اليوم الواحد اثنا عشر درساً في اليوم الواحد، يعني كان الناس متفرغين للعلم، ولا شك أن العلماء مشغولون بما هم بصدده من تسيير أمور العامة كل في موقعه في قضائه في إفتائه في تعليمه، المقصود أنهم يعطون بقدر ما عندهم من وقت.
أما العلماء فكانوا في السابق القاضي وهو يقضي بين الخصوم والكتاب يقرأ في المسجد، ويقضي بين الخصوم في المسجد، أما الحياة الرتيبة التي يعيشها الناس اليوم، لا شك أنها تقضي على كثير من الأوقات، يعني الذهاب والإياب والأمور الروتونية التي تتطلبها حاجة الناس اليوم ليست عارية من الفائدة، بل هي تلبي حاجات الناس اليوم، وظروف الناس اليوم تختلف عن ظروفهم في السابق.
المقدم: شيخنا أيضاً استمراراً لسؤال الأخ يتحدث عن التصنيف الموجود عند أهل العلم، يطلب أن يكون هذا التصنيف موجود في الشروحات التي تقومون بها فمثلاً يقول: عرض التقسيم للدورات العلمية التي تقيمونها بحيث تتفقون مع أصحاب التسجيلات أن يكون هناك حقائب مثلاً هذه دورة علمية للمبتدئين للمتوسطين، لطلبة العلم المتقدمين، يقول: أحياناً نأتي ولا ندري ما هي الطريقة التي سلكتموها في هذه الدورة، هل تناسبنا أم لا تناسب؟
هذا الطالب يمكن أن يوجه على القائمين على ترتيب الدورات، والوزارة ممثلة بمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز هو من يهتم بهذا أشد الاهتمام، وهو من أهل العلم، ومن يدرك ضرورة هذا التقسيم، فالمطلوب منه أن يخصص لجنة تشرف على هذه الدورات، وعلى تصنيفها، وترتب هذه الدورات، وتفي بحاجة الطلاب بكافة مستوياتهم على اختلاف مستوياتهم، والشيخ له عناية بهذا الأمر وأعرفه من القدم.