وتمضي الأيام، ويبزغ فجر الإسلام لينشرح صدر هذا الرجل للدين الجديد، فيدخل إلى مصنع التغيير القرآني، ويخرج منه رجلا آخر ... أتدرون من هو هذا الرجل؟! إنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فماذا تقول بعد ذلك عن قدرة القرآن على التغيير؟!
لقد كان الصحابة قبل إسلامهم غاية في التفرق والعصبية القبلية ... تفاخر بالأنساب، وتعامل طبقي يُفرق بين السادة والعبيد، بل وبين قبيلة وقبيلة، فكيف توحدوا جميعا وأصبحوا أمة واحدة؟
الذي حدث أن هناك حبلا قد نزل من السماء فأمسكوا به جميعا فجذبهم من على الأرض وارتفع بهم إلى السماء فوق الشهوات والأهواء والطين .. هذا الحبل هو القرآن، الذي استطاع أن يجمع شمل الجميع كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران/103]، وكما قال صلى الله عليه وسلم: " كتاب الله، هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض " (?).